Home ] بداية للخطو ] المعذبون في الفردوس ] في ليالي ] ؟ ] مارس الحزين ] [ الخطيئة ] شهد ] ضياع ] إنصاف ] وظيفة شاغرة ] ثرثرة على قبر مجنونة ] إضاءة نقدية ] دفتر الزوار ] مصمم الموقع ]

 

الخطيئة

ـ ترى هل اقترفنا الخطيئة؟

لا ادري هل تعتقد أنت ذلك؟

ـ "انسي الموضوع "..وطوى تلك الصفحة ..ربما دفعه لذلك الشعور الغامض الذي أوجس منه حين أمعن النظر في حديقتها .. في تلك اللحظة بدا وكأن كل نقاط الصفحة الممتدة أمامه تقدح في نفسه بأشياء تشعره بقلق لم يستطع استساغة أسبابه فطواها بامتعاض .

ـ (لم يلتصق أي دنس بهده الصفحة بعد) قال وهو يحاول أن يرسم ابتسامة بدت ذابلة على شفتيه القاتمتين .لكن هل  تعتقد أنه سيفعل في المستقبل؟ أجابت وعيناها تنزلقان إلى نهاية طريق ضيق في خيالها المحدود . استيقظت من تفكيرها لتجد إمامها صفحة جديدة صقيلة .. أرادت أن تتحسس صِقال هذه الصفحة بأصابعها الرقيقة .. لكن ثمة دنس لطخ صقال الصفحة .. فشعرت بوهج الصفحة في أطراف أصابعها.

ـ"يجب علينا إن نغتسل من دنس الأيام الماضية" قال وكأنه أحس ببعض الارتباك في داخله وناوشه القلق الذي أحسه من قبل.

كانت عيناه مفتوحتين بدرجة وكأنه تخطى عدة حواجز خلف الأيام الماضية ..بعدها أحس بضجيج الهواء في أذنيه.

***

بعد وقت

جاءا يلمعان ورائحة جميلة تتضوع من ملابسهما.. وخصلات شعرها الليلي تتراقص على خديها.

*"هل أتحسس الآن صقال الصفحة ؟.. قالت وأصابعها تتنرجس بخصلات شعرها الليلي.

ـ "بل اتركني أنا افعل ذلك "كانت حروفه هذه وكأنها تنم عن قلق مترسب داخله.

***

 
على صقال الصفحة

بدت عيناه حمراوين كقطعتي جمر متقدتين ببراثن لم يستطع أن يدرك السب الذي تمخض عنه ذلك ..بعدها غطت الصفحة غِشاوة لعلها كانت تحجب وراءها السبب الذي جعل من عينيه حمراوين إلي هذه الدرجة الجمرية. فبقي منغرسا خلف هذه الغشاوة يبحث عن ذلك السبب.

..أما هي فقد ثرثرت بكلمات جميلة جداً على المستقبل وعن الرائحة الزكية التي تتضوع بها ملابسها وعن خصلات شعرها الليلي الجميل.

*الحياة حلوه أليست كذلك؟

*"لماذا لا تجيب ".. أردفت.. ولكزته بمرفقها على الخاصرة.

استشاط غضبا ..و بدت عيناه الآن كقطعتين من نار حقيقية كادتا أن تحرقان خصلات شعرها الجميل.

انكفأت على وجهها فوق صقال الصفحة..فبغتت وكادت إن تفقد صوابها وهي تحاول أن تبحث عن شعرها خلف الصقال. .أين خصلات شعرها؟..وتسمرت في وجوم.

اقتنعت الآن بذهاب شعرها ..ولعل دنس الماضي هو الذي أخذه معه.

*"أيقنت الآن وبكل تأكيد أننا تدنسنا ببراثن الخطيئة ..ولن تقنعني أي كلمة تسوقها إليّ لتبرر لي غير ذلك.. الآن فقط لسعتني البرهان..كيف أقوى  الآن على مواجهة الناس وأنا احمل دنس الماضي بين أعينهم، قل لي ما الفائدة التي جنيتها بعد ذلك ..الفضيحة ونحن نشهر خطيئتنا أمام إحداقهم .. وأخذت تشتغل غضباً ..ثم انكب تلعن أيامها وساعاتها وثوانيها التي قضتها في وجوده.

حاول أن يقنعها بأن تهدأ ولو لثوان لكنها تستشيط وكأنه يزيد نار غضبها حطبا..وقرر أخيراً أن يحسم الأمر، ولم يجد أكثر مناسبةً من كفه ليفعل ذلك.

بدت بعد ذلك قواها تنهار وعيناها مغرورقتان بالدموع..ووجدت نفسها هامدة وكأنها وحش يجد نفسه بين مخالب أعدائه.

ـ اهدئي وقولي لي ماذا جري لك؟ ..محاولاً تهدئتها ما السبب الذي دفعك لكل هذا الهذيان؟..حاولي أن تهدئي وتجيبيني..ماذا جرى لك؟.

أخذت تغرف الدموع من عينيها المغرورقتين و أخذت تزيل شعرها من على وجهها .. واخذ النشيج يختفي وبدأت تهدأ .. هي الآن هادئة تماما..وبدأت ترجع إلى لحظتها تلك..عندها تذكرت أنها أزالت خصلات شعرها من على وجهها.

Home ] بداية للخطو ] المعذبون في الفردوس ] في ليالي ] ؟ ] مارس الحزين ] [ الخطيئة ] شهد ] ضياع ] إنصاف ] وظيفة شاغرة ] ثرثرة على قبر مجنونة ] إضاءة نقدية ] دفتر الزوار ] مصمم الموقع ]

راسل الكاتب