Home ] بداية للخطو ] المعذبون في الفردوس ] في ليالي ] ؟ ] مارس الحزين ] الخطيئة ] شهد ] [ ضياع ] إنصاف ] وظيفة شاغرة ] ثرثرة على قبر مجنونة ] إضاءة نقدية ] دفتر الزوار ] مصمم الموقع ]

ضياع  

 

مع ضباب هذا المساء سيقتات عليّ السهاد المضجر، وستعصف بي عيّنا التطوّاف ناحية الشروق. في هذه الأثناء سأقضم إلهام طيور رأسي، وستتخضب أناملي بدماء نص آخر تافه سأبصق عليه قبيل أن تفض الشمس بكارة الصباح.

***

سأتذكر صاحبي (سعيد) الذي لا أريد تذكره إلا كرهاً.سيقول لي:أنك تافه تفاهة نصوصك المترجمة عجزك في الإطاحة بأحلامك الموبوءة و التي أحرقت قصوراً في رأسك.

يا لشجاعتك يا صاحبي ..كم أنت جريء أنت الوحيد الذي استطاع تمزيق الخيلاء في نفسي، أنت الشجاع من بين أولئك صابغي الخطيئة بالفضيلة والفضيلة بالخطيئة كاتمي أصوات استحقارهم في أماكن لا يذكرها اللسان عفافاً. لا أريد أن أتذكرك الآن أكثر يا (سعيد) لأني محموم بنص جديد أعطيه من حقارتي شيئاً وأدمي عجزي داخله.

***

سيضيق بي هذا الحالك. سأسامره بفنجان قهوة وسيجارة ستحرق رئتي قليلاً

الآن أنا مترع ورئتاي تنفثان الدخان كفرن.

ماذا سأكتب بعد أن مزقت النص الأول والثاني والثالث والعاشر،أأكتب حزني على مستقبلي الضائع أم ماضيّ المهزوم؟!

أأكتب اعترافي بفشلي في الدراسة وأن نظارتي هي السبب الرئيسي في ذلك.أم أكتب حزني على حبيبتي التي رحلت ـ وفي يدها حبيباً آخر أخرجته من حقيبة يدهاـ وتركتني حزيناً وألقت بخاطري مكسوراً في مزبلة الشقاء مع ورودي ورياحيني وأحلامي ومع فستان الزفاف الذي أحضرته لها هدية من بلاد البامبو ومع مستقبل مظلم مظلوم، فقط لأنني لم أهدها باقة ورود في عيد الحب وقلت لها: وكيف الورد يهدى ورداً؟!

أم أكتب حزني على ابن عمي (خميس حارب) الذي احترق مع سيارته وغدا فحماً، بعد أن كان كله ضوءً وضياءً وألقاً والسبب ضابط نسي عقله مطروحاً تحت طاولة الحانة مع الزجاجة التي برع في فتحها من قاعها ـ السمة التي يفاخر بها  بين الناس ـ فأحترق (خميس) فأحترق العالم في عينيّ طفله (عمر)، لذا استحق الضابط نجمة أخرى.

***

أي حياة هذه التي نمشيها، وأي أوزار هذه التي نحصدها كل حين. إن كل اللحظات السعيدة ، باتت كما أمست كما أصبحت، تتبخر قطرة قطرة، والحزن ينبت في الصدر دمعة دمعة، والشقاء أمسى جبلاً راسياً في القلب وبركاناً هائجاً في أصعب اللحظات.إذن فلتحلي يا لعنات البائسين بي وبنصي:

 

         ألا تباً لكل حياة بائسة كهذه الحياة التي  تتربص بي وأشيائي الجميلة.

          ألا سحقاً لكل نظارة عاجزة أن تظهر لصاحبها عين الحقيقة كنظارتي .

          ألا اللعنة تحل بكل امرأة تخلع حبيبها كعباءتها كحبيبتي.

        ألا تبت يدا كل وظيفة لا تسوّغ لشاغلها كأس الإبداع بل تسقيه الملل وتسلقه   

            بروتينها كوظيفتي.

          ألا كل حنقي على الأصدقاء الذين يلبسون أخطاء أصدقائهم ملابس الفضيلة.

          ألا ………………………………………………………………………………………

 

.. سيستمر حنقي وحزني ولعناتي إلى أن ينطفئ الليل كانطفاء سيجارتي الأخيرة في المنفضة.. وسأرمي العلبة الفارغة في المزبلة مع نصوصي الممزقة لتحمل غداً إلى الضيّاع بالضبط كما تفعل أيامي بي.

Home ] بداية للخطو ] المعذبون في الفردوس ] في ليالي ] ؟ ] مارس الحزين ] الخطيئة ] شهد ] [ ضياع ] إنصاف ] وظيفة شاغرة ] ثرثرة على قبر مجنونة ] إضاءة نقدية ] دفتر الزوار ] مصمم الموقع ]