Home ] بداية للخطو ] المعذبون في الفردوس ] [ في ليالي ] ؟ ] مارس الحزين ] الخطيئة ] شهد ] ضياع ] إنصاف ] وظيفة شاغرة ] ثرثرة على قبر مجنونة ] إضاءة نقدية ] دفتر الزوار ] مصمم الموقع ]

  في ليالي الامتحان يهان المرء أو يهان!!  

 

كم هي كئيبة ليالي الامتحان ، مضنيه ، مرهقة للأعصاب، إني أمقتها .

-حسنُمن أين سأبدأ المذاكرة؟..تباً لي حتى لا اعرف من أين أبدا ؟!

يا لشقائك يا أنت يا أنا ؟!.

-أم م ..سأبدأ من أول ورقة أتعثر بها من بين أكوام هذا المادة القميئة كمدرسها ..ورقة.. اثنتان..عشر..أربعة عشر ..أربعـون..أربعـون ورقة ستسومني العذاب، وستلوكني حتى أغدو كعلكة سيطوّح بها مدرس هذه المادة في مزبلة قاعة الإمتحان غداً قبيل أن يبتسم كحشرة حفظتُ وشرّحتُ كل خلية من خلاياها.سيكون مرتدياً أفخر ملابسه ربما لم يرتديها ليلة زفافه لكن غداً سيكون أنيقاً كعروس.سيرمي العلكة في مزبلة قاعة الإمتحان ، وسيبتسم كجرادة أو كضفدع. سنسكب ماء وجوهنا في أوراق الامتحان وسأكون أنا أول المغضوب عليهم الضالين للاهتداء إلى الإجابة الصحيحة.

***

أتناول ورقة كتبت عليها( مشغول جداً.. أرجو عدم الإزعاج) وسألصقها على باب الغرفة ، وسأصفد أنفاس الغرفة بالمفتاح.

سأذاكر الآن والله المعين.. أقرأ الورقة الأولى .. لاشيء مقنع، الورقة الثانية.. لا شيء مفيد .. حتى أصلَ للورقة العاشر..لا أجد ما أستسيغه البتة .. عند الورقة الرابعة عشرة .. هنا سأنسجم لأني سأقرأ بداية لنصٍ  كتبته في حالة ملل في محاضرة مملة.

***

أتحسس الآن ذاكرتي.. أجدها خؤونة وعاؤها لا ينضح بشيء قط يقرب لهذه المادة. حتى حنقي عليها سقط من ثقب بدأ في الإتساع مؤخراً.

تباً لكل ذاكرة خؤونة كذاكرتي.

سيقودني حنقي على ذاكرتي وهذه المادة ومدرسها إلى صداع مقيت يصدّع قحف رأسي.

حتى الصداع لا تحلو له الزيارة إلا في مثل هذه الليالي.

سأعد كوب شاي لربما تمكن من طرد هذا الزائر الثقيل.

***

  لنبدأ الآن من جديد :( ورقة ، اثنتان.. عشر.. أربعة عشر ..أربعون)، لأكتشف أني لم أبدأ بعد.

إن هذه المادة لتجلب السأم و الضجر لطلاب العلم النجباء أمثالي، إني لا أحبها ولست من مريديها المصدقين لها.

***

أقرأ الآن الورقة الأولى ثم الثانية فالثالثة فالرابعة : ياله من إنجاز شيء رائع بل أكثر من رائع فلنواصل الخطو حتى النهاية.

في هذه اللحظة ، ستبتسم فتاتي :( أني أكرهك يا قلبي ، ككرهي للامتحانات لا أتذكرك إلا حينما تأسرني عيناها النجلاوان، وتعبث بي ابتسامتها الرائعة)

تبت خفقات قلبي وتب .. حتى فتاتي لا تخطر لها الزيارة إلا في ليلة كهذه!.

وأقلب الصفحة.

***

لكم أمقت هذه الطقوس المسماة امتحانات ، بل  هي إهانات لطلاب العلم.

ستعود فتاتي للظهور ثانية، وفي كل مرة أقلب الصفحة عسى أن تقتنع وترحل مثلما أقتنع الصداع أخيراً وفارق رأسي.

***

- أوووف .. ما أصعب أن يلتقط الواحد أنفاسه في مثل هذه الليالي. أحس أن عبقريتي ستتحول إلى جنون والسبب هذه الإهانات ،أقصد الامتحانات.

 

***

تباً.. حتى نظارتي عليّ هذه الليلة، أين سقطت ، إني لا أحبك يا نظارتي، فأنت السبب في كل ما أنا فيه الآن، لولاك ما عرفت الإهانات أقصد اللعنات لا أعني الامتحانات، ولم تأسرني عينا فتاتي النجلاوان.

أين أنت الآن فأنا لا أحب الأجواء غير الواضحة .. ها هي ذي اللعينة.. تعالي لأعبَّ من معين هذه الإهانات من جديد.

 

 

 

Home ] بداية للخطو ] المعذبون في الفردوس ] [ في ليالي ] ؟ ] مارس الحزين ] الخطيئة ] شهد ] ضياع ] إنصاف ] وظيفة شاغرة ] ثرثرة على قبر مجنونة ] إضاءة نقدية ] دفتر الزوار ] مصمم الموقع ]